بداية المتاعب
واصلت النساء الزرافات نضالهن من اجل التحرر من الحديقة ، ولم ييأسن مطلقاً من الفرج الذي سيأتي لا محالة .. وزاد من اصرارهن على ذلك موت واحدة منهن نتيجة الظروف الصحية الصعبة في الحديقة ، فقد ماتت "ماها بي" بعد اصابتها بآلام حادة في المعدة ولكن عدم توفر الدواء والاقتصار على اعطائها اقراص الاسبرين ادى بها الى النهاية المحتومة .. وبعد ان اصبحت محاولة الهرب من الحديقة من سابع المستحيلات بسبب الحراسة الشديدة التي يفرضها الحراس الذين ازداد عددهم مع ازدياد مدخولات الحديقة المادية .. بدأت النساء الزرافات يفكرن بطريقة اخرى .. فأهتدت احداهن الى فكرة جهنمية تتمثل استغلال اجهزة التسجيل التي تبث الموسيقى التي يرقصن عليها لزيادة متعة السياح .. ولم تكن فكرة التسجيل صعبة لأنه لم يخطر على بال الحراس بأن هذه التسجيلات ستُرسل بواسطة السياح الى ذويهن في قبيلة البادونج القاطنين في مخيم اللاجئين والذين ينتظرون قدومهن منذ اكثر من سنتين ومنذ اللحظات الاولى التي علموا بتسللهن الى تايلاند .. وكذلك فأن هذه الاشرطة ستصل الى عنوان قبيلة البادونج في بورما نفسها.
وفضلت النساء الزرافات ان تتم الاستعانة بالسياح من غير الاصل الاسيوي ، خشية ان يكون بعض هؤلاء الاسيويين قد حضروا للتجسس عليهن ولمعرفة خططهن في الهرب.